الحدائق العامة [parks]:
الحديقة العامة أو المنتزه هي مساحة من الأرض مزروعة بصورة طبيعية أو من صنع البشر بمختلف أنواع النباتات من الأزهار إلى الشجيرات والأشجار الباسقة. وتكون عادة منسقة الشكل ومهيأة لاستقبال الناس لممارسة أي نشاط يحبونه في الهواء الطلق. سواء للتنزه أو التريض أو للجلوس تحت ظل الأشجار للقراءة والتأمل. في كثير من الحدائق العامة ينشئون فيها ملاعب رياضية ومسارح ومناطق لألعاب الأطفال ومسابح وبحيرات صناعية وطبيعية. وفي بعضها يقيمون حديقة للحيوانات. وعادة تكون النباتات محمية في هذه الحدائق.
الحدائق العامة أصبحت جزءَ أساسياً يتضمنه التخطيط المديني في تصميمهم لأحياء المدن، ذلك أن أكثر سكان المدينة يقطنون في شقق سكنية ويحتاجون للانطلاق في متنفسات تضعها بلديات المدن تحت تصرفهم. وكثير من سكان البيوت المستقلة ينشئون حدائقهم الخاصة بالصورة التي تناسبهم.
حديقة المبنى
الفراغ المحيط بالمبنى يؤثر بشكل كبير على السلوك الحراري وحركة الهواء داخل الفراغ نفسه. فظاهرة اختلاف درجات الحرارة حول المبنى تولد مناطق ضغط منخفض ومرتفع بسبب حركة الهواء. وتوجد طرق عديدة للتحكم في الهواء الواصل للمبنى من خلال منعه بالكامل أو اعتراضه وعمل ترشيح للهواء أو توجيه وتغيير مساره (الفجَّال،95). وعند زراعة الأشجار حول المبنى مراعاة ارتفاع الشجرة وبعدها عن المبنى. بحيث يزداد بعد الشجرة عن المبنى في حالة ازدياد ارتفاعها (كنعان،32). وزراعة الأشجار قريبة من الحوائط وخصوصا في المنطقة الميتة وهي المنطقة المحصورة بين الأشجار وحوائط المبنى. فتكون هذه المنطقة ما يشبه العازل الطبيعي ويمنع انتقال الحرارة المرتفعة إلى داخل المبنى (القيعي،53).
أما الأسس الواجب اتباعها عند زراعة الحدائق في المناطق المناخية المختلفة فهي كما يلي :
في المناطق الباردة : زراعة المصدات لحجب الرياح الباردة.
في المناطق الدافئة الرطبة : زراعة نباتات مائية ونصف مائية، وزراعة الأشجار التي تقلل ضوء الشمس (اشجار الظل)
في المناطق الحارة الجافة : زراعة أشجار الظل الخيمية، الإكثار من المسطحات الخضراء، إحاطة المباني بالأشجار لخفض درجة الحرارة داخلها. (أبودهب، 75-76)
الحديقة (تصميم بيئي)
بإمكاننا تحويل حديقة المنزل إلى مصدر ممتاز للنشاط البيئي، بحيث تتحول الحديقة إلى مزرعة متعددة الأهداف، تزرع فيها الأشجار المثمرة ومختلف أنواع الخضار والأعشاب الطبية المفيدة. وهنا لا بد من إيجاد علاقة بين المنزل والطاقة الطبيعية المتدفقة من الخارج، بحيث تتم الاستفادة القصوى من هذه الطاقة، وبالتالي تخفيض النفقات والتقليل من استنزاف الثروات والموارد الباطنية، بما يعنيه ذلك من تقليل للتلوث البيئي.
وحيث أن المنزل في الصيف يحتاج إلى عملية تبريد من الداخل، بسبب ارتفاع درجة حرارته الناتجة عن ارتفاعها في الخارج، فبإمكاننا تبريده من خلال منع وصول مقدار كبير من حرارة الخارج إلى داخل البيت، بما يعنيه ذلك من تقليل استهلاكنا للتبريد الاصطناعي بنفس المقدار. ونفس المبدأ ينطبق على فصل الشتاء، ولكن بشكل عكسي، حيث نعمل على إتاحة اختراق أكبر قدر ممكن من حرارة الشمس المتاحة إلى داخل المنزل.
وبما أن الجزء الجنوبي من البيت يعتبر الأكثر تعرضا للشمس صيفا، ومن ثم الجزئين الغربي والشرقي، فلا بد أن يكون البيت في فصل الشتاء البارد مكشوفا من الجهة الجنوبية، وذلك لتمكين أشعة الشمس من اختراق البيت. ولهذا عند زراعتنا أشجارا مثمرة ومتساقطة الأوراق في الاتجاه الجنوبي، فإننا نعمل على عزل البيت من شمس الصيف في تلك الجهة. أما في الشتاء فتتساقط الأوراق وبالتالي تتمكن أشعة الشمس من الوصول إلى البيت. كما يمكننا تزويد المسكن بالحرارة عن طريق إقامة (الشرفة الحدائقية أوالدفيئة) بمحاذاة الواجهة الجنوبية للمبنى. ويوصى باتباع هذه الطريقة في المناطق الباردة كمناطق المرتفعات الجبلية، وحيثما يقع المشتل، لا بد من إقامة فتحتين الأولى في أعلى الواجهة والثانية في الأسفل، وذلك لتمكين الحرارة من الانتقال من الدفيئة إلى المنزل. أما الجهة الشمالية للمنزل فيتم إلحاقها بمعرش، وذلك لتظليل المنزل من الشمس، من خلال زراعة المتسلقات، علما أن المعرش يعمل في الصيف على تزويد المسكن بالهواء البارد. ولمنع الرياح الغربية الباردة من الوصول إلى البيت، فلا بد من زراعة الأشجار دائمة الخضرة في الجهة الغربية، بحيث تعمل كمصد للرياح في فصل الشتاء وتحجب الشمس في فصل الصيف. ولحماية البيت من الريح الشرقية الحارة والجافة في الصيف، فبإمكاننا زراعة أشجار متساقطة الأوراق في تلك الجهة. وبالعادة، يكون مصدر الحرارة في المباني طبيعي وصناعي.فالمباني يجب تصميمها بطريقة تضمن الاستفادة من أكبر قدر من الأشعة الشمسية التي تسهم إسهاما كبيرا في تحسين الإضاءة وفي عملية التحكم بالحرارة. وتعتبر الحرارة ضرورية من أجل النظافة، وتسهم إسهاما فعالا في الحالة العقلية الصحية للبشر.
اتمنى ان يعجبكم الموضوع.