السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة على الجميع :بيغ ماكنتوش2:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد
جبتلكم اليوم قصة جميلة عن الصحابي انس بن مالك الانصاري اللهم ارضى عنه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان أنس بن مالك في عمر الورد حين لقنته امه {الغميصاء}
الشهادتين،وملأ فؤاده بحب نبي الاسلام محمد بن عبد الله عليه افضل وازكى الاسلام..
فشُغف انس به حبا على السماع
ولا غزو،فالاذن تعشق قبل العين احيانا
وكم تمنى الغلام الصغير ان يمضي الى نبيه في مكة، او يفد الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام عليهم في يثرب ليسعد في رؤياه ويهنا بلقائه.
* * *
لم يمض على ذلك الطويل وقت حتى سرى في يثرب المحظوظة المغبوظة ان النبي صلوات الله عليه وصاحبه الصديق في طريقما اليها.. فغمرت البهجة كل بيت وملأت الفرح في كل قلب وتعلقت العيون والقلوب في الطريق المبارك الذي يحمل خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه الى يثرب .
* * *
واخذ الفتيان يشيعون مع اشراقه كل صباح ان محمدا قد جاء...فكان يسعى اليه انس بن مالك مع الساعين من اولاد صغار لكنه لا يرى شيئا ثم يعود حزينا و كئيبا
* * *
وفي صباح مطيب بالمسك الانداء تضير الرواء، هتف رجال في يثرب ان محمدا وصاحبه قد جاءا فانطلق الرجال نحو الطريق الميمون الذي يحمل اليهم النبي عليه الصلاة والسلام ومضو يتسابقون اليه جماعات جماعات تتخللهم اسراب من الطيور و الصغار تزغرد على وجوههمفرحة تغمر قلوبهم الصغيرة و تترع افئدتهم الفتية وكان في طليعة هؤلاء الصبية انس بن مالك
* * *
اقب لالرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه الصديق ومضيا بين اظهر الجموع الزاخرة من الرجال والولدان... اما النسوة المستقرات في بيوتهن البنات الصغيرات فقد علون سطوح منازلهن وجعلن يترائين الرسول صلوات الله عليه ويقلن: ايهم هو!؟...ايهم هو!؟ فكان ذلك اليوم يوما مشهودا ظل انس بن مالك يذكره حتى نيف على الـ100 من عمره
* * *
ماكاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يستقر بالمدينة حتى جائته الغميصاء ام انس وكان معها غلامها الصغير وهو يسعى بين يديها وذؤبتاه تنسوان على جبينه.... ثم حيت الني الجديد صلى الله عليه وسلم وقالت:يارسول الله...لم يبق لي رجل ولا مراة من الانصار الا وقد اتحفك بتحفه واني ماجد ماتحفك به الا ابني هذا فخذه فليخذمك ماشئت... فهش النبي صلى الله عليه وسلم للفتى الصغير وبش ومسح بيده الشريفة ومس ذؤابته بأنمله الندية وضمه الى اهله.
* * *
كان انس بن مالك او انيس كما ينادوه تدليلا في الـ10 من عمره يوم سعد بخدمة النبي عليه الصلاة والسلام وظل يعيش في كنفه ورعايته الى ان لحق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى فكانت مدة صحبته له عشر سنوات كاملة نهل فيها من هديه مازكى به نفسه ووعى من حديثه ما ملأ به صدره وعرف من احواله واخباره واسراره و خصاله الحميدة مالم يعرف احد منه سواه
* * *
ولقد لقي انس بن مالك من كريم معاملة الني محمد صلى الله عليه وسلم مالم يظفر به ولد من والد وذاق من نبيل شمائله وجليل خصائله ماتغبض عليه الدنيا
* * *
قال انس بن مالك:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه من من احسن الناس خلقا وارحبهم صدرا واوفرهم حنانا
فقد ارسلني يوما لحاجة فخرجت، وقصدت صبيانا يلعبون في السوق لألعب معهم ولم اذهب الى مامرني به فلما صرت اليهم شعرت بانسان يقف خلفي وياخذ بثوبي...
فالتفت فاذا رسول الله يتبسم ويقول:
ياانيس اذهبت حيث امرتك؟
فارتبكت وقلت: نعم....اني ذاهب الان يارسول الله
ولله لقد خدمته10 سنوات لم يقل يوما لشيء صنعته : لم صنعته...ولا شيء لتركته: لم تركته!؟
وكان رسول الله اذا نادى انسا صغره تحببا وتدليلا له فتارة يناديه انيسا وفتارة يناديه يابني
من ذلك قوله
(يابني ان قدرت ان تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لاحد فافعل...
يابني ان ذلك من سنتي ومن احياها فقد احبني ومن احبني كان في الجنة يابني اذا دخلت على اهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى اهل بيتك)
* * *
عاش انس بعد وفاة الرسول الكريم زيادة على 80 عاما ملأ خلالها ملأ خلالها الصدور علما من علم الرسول صلى الله عليه وسلم واترع فيها عقول فقها من فقه النبوة وحيا فيها القلوب بما بثه بين الصحابة والتابعين من هدي النبي وما اذاعه بما بثه في قلوب الناس من شريف اقواله وجليل افعاله
وقد غدا انس مرجع المسلمين على طول هذا العمر المديد يفزعون اليه كل ما اشكل عليهم امر ويعولون عليه كلما استغلق على افهامهم الحكم
* * *
وقد ظل انس بن مالك مع ذكرى ايامه مع الرسول الكريم ماامتدت به الحياة كان يذكر يومان يوم لقاه قادما الى المدينة ويوما لقاه يفارقه من حياته
اذا ذكر اليوم الاول سعد به وشم رائحة طيبة واذا خطر له اليوم الثاني بكى وابكى من معه وكان يقول ففي يوم دخوله المدينة اضاء فيها كل شيء وفي يوم الذي قبض به الى جوار ربه اظلم كل شيء في المدينة كانت اخر نظرة اليه يوم الاثنين حين كشفت الستارة عن حجرته فرايت وجهه وكانه مصحف وكان الناس وقتئذ وقوفا خلف ابو بكر وقد كانو ان يضطربوا فاشار اليهم ابو بكر ان اثبتو ثم توفي الرسول الكريم في ذلك اليوم
* * *
وكان من ادعية الرسول الكريم له ان قال
اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له
واستجاب الله دعائه فكان اغنى الانصار مالا وكان اكثرهم اولادا حتى انه راى من اولاده واحفدته ما يزيد عن الـ100!! وقد بارك الله في عمره اذ جعله يعيش 103 سنوات!
وكان انس شديد الشفاعة للنبي فكثيرا ما قال :
اني لارجو ان القى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم القيامةفاقول له:يارسول الله هذاخويدمك انيس
* * *
ولما مرض انس بن مالك مرض الموت قال لأهله لقنوني لااله الا الله محمد رسول الله
واستمر بقولها حتى مات
وقد اوصى بان يدفن مع عصية صغيرة للني صلى الله عليه وسلم فوضعت بين جنيبه وقميصه
* * *
هنيئا لـ انس بن مالك الانصاري على ماسبغه الله من خير فقد عاش في كنف الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم 10 سنوات كاملا
وكان ثالث اثنين في رواية حديثه هما ابو هريرة وعبد الله بن عمر....
وجزاه الله هو وامه الغميصاء عن الاسلام والمسلمين خير جزاء
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ضليت على القصة ساعتين اكتبها بس ولله ثو ولله ما اديت عشر حقك الله يرضى عنك :cheers: